تأملات بعد إعلان الرئيس الترشح/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

خميس, 2024/04/25 - 14:56

أعلن أمس الأربعاء 24/4/2024 الرئيس محمد ولد الشيخ غزوانى ترشحه لمأمورية ثانية ،و فى المقابل أعلن غيره الترشح لنفس المنصب،و ستظل الخبرة السياسية و القدرة الحقيقية على إدارة الدول أهم الشروط فى أي مترشح رئاسي،لكن التحديات الاقليمية و تحديات استخراج الثروة الغازية ،كل ذلك يتطلب رئيسا ذا خلفية أمنية و استراتيجية ،تدعمه المؤسسة العسكرية و الأجهزة الأمنية و عمق شعبي متنوع متماسك،و هذه الصفات من بين كافة المترشحين المتوقعين ،لا يتمتع بها سوى محمد ولد الشيخ الغزوانى،أما كون الدولة لم تتحسن ظروف تسيير مالها العمومي،فهذا يتطلب المزيد من الصراحة و العزيمة على مكافحته ،كما حصل فى إعلان ترشح ولد غزوانى،و إذا كانت هجرة الشباب لآمريكا مؤشر ضعف فى التشغيل بالنسبة للبعض ،رغم استفادة آلاف الشباب من التنقيب السطحي عن الذهب،فإن المترشح محمد ولد غزوانى قد أعلن أن المأمورية المرتقبة ،ستكون للشباب و بالشباب،إدراكًا منه لأهمية معالجة ما يعانى منه الشباب من ظروف متنوعة ،تستحق المواجهة للتغلب عليها ،لتجاوزها نهائيا ،بإذن الله.

و من الملاحظ أن هذه الحملة الرئاسية الحالية يزداد ضجيجها و حسيسها و بدأت تكتسب طابعا دعائيا و إعلاميا متصاعدا،مما سيجعل منها حملة إعلامية بالدرجة الأولى،و سيصرف فيها الكثير من الجهد و الوقت،و يتضح من المسرح السياسي الوطني أن ولد غزوانى هو المرشح الأقوى ،و يتوقع حسمه للمعركة الانتخابية فى الشوط الأول،بإذن الله،غير أن أوضاع الوطن تتطلب الكثير من خطط الإصلاح و التغيير الجذري الاستعجالي،و خصوصا فى مجال هيبة الدولة و تأمين الحدود و إرسال الرسائل المناسبة للمعنيين،كما يرجى مضاعفة الجهد فى مجال تشغيل الشباب من الجنسين ،و العمل على مكافحة الغلاء و تعميق جهود مكافحة الفساد و رفع منسوب هيبة المال العمومي و تحسين ظروف الإعلام و تحسين شروط الولوج للاحتجاجات السلمية ،بعيدا عن القمع،الذى أضحى عالميا ظاهرة بدائية متجاوزة.

و حري بمن يفكر فى الرئاسة بطريقة بسيطة ،أن يدرك و يفهم أنها مسؤولية جسيمة ،لا يصلح لها الهواة و لا المتطرفون،و جدير بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى مضاعفة الجهود ،فهذا الشعب يعانى ،و لابد له من استراتيجية جديدة جادة و يقظة،لعل نزيف الهجرة يتوقف أو يتناقص،فدولة بلا شباب ،بلا قلب و لا قوة.

و مما يستحق التأمل هذه الثروات المتنوعة و ضرورة استغلالها بطريقة مختلفة و مفيدة،لعل الله يذهب بها فقر هذا الشعب و مختلف أوجه معاناته،و لما لا يستغل هذا الذهب بوجه خاص،بطريقة أنفع،و لما لا تؤسس الدولة لشركة وطنية للذهب،بدل استئثار الأجانب بأغلب مستخرجاته.

و لعل هذا الموسم الانتخابي الكبير فرصة للتأمل المتنوع العميق فى كافة أوجه الشأن العام الوطني.