غزة ستنتصر برجالها و الدعم المالي من أصدقاءها/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

ثلاثاء, 2024/04/16 - 09:48

إن الاختلاف المذهبي فى حساب ايران معتبر و يترتب عليه جل مواقفها،فايران تسعى لإقامة حلف شيعي داعم لها فى المنطقة العربية،و تبذل فيه الجهد الجهيد،أما غير ذلك من تحرير الأقصى و الدفاع عن غزة ،فلا أظنه إطلاقا من أولويتها،و طبيعة علاقاتها بالجالية السنية المنهكة فى إيران و تحريضها على السنة فى العراق و تباطؤها فى الرد على مأساة غزة،و مستوى "الرد" حتى الآن،بعد الاعتداء الاسرائيلي على قنصليتها فى دمشق،كل هذا يؤكد مخاوفنا المشروعة تجاه ايران،فغزة العزة ستنتصر بجهود رجال مقاومتها و دعم أصدقاءها ،و منهم ايران طبعا،فالدعم الذى تقدمه يساهم فى المعركة و لا يحسمها،لكنه لا يصل لمستوى الدعم الجوهري إطلاقا،و هذا تعرفه اسرائيل و أمريكا ،و كل مخابرات دول الغرب العدواني العنصري البغيض.

و الانظمة و الشعوب العربية كل فى واد،فالشعوب داعمة فى أغلبها لغزة و المقاومة و من سواهم عينه على الكراسى فحسب، و فى موريتانيا يرتبط الناخب الموريتاني ارتباطا وثيقا بقضية غزة و فلسطين عموما،فكل مترشح أعلن الولاء العميق لغزة ستتجه إليه الأصوات،و قد صدم الرأي العام الموريتاني من ظهور الرئيس غزوانى مع المسخ المدعى ،رئيس اسرائيل ،و خفف اعتذار النطاق الرسمي اشروقه من وطأة ذلك اللقاء ،ثم جاء بيان الحزب الحاكم فى توقيته الملائم ،معزيا لهنيه فى مصيبة أولاده الثلاثة،لكن مناصرة النظام القائم لغزة و تشجيعه للدعم المادي لها،يتابعه الناس باهتمام كبير ،و عكس ذلك لا يخدم نجاحه مطلقا.

فالناس فى موريتانيا غاضبون من الصهاينة و أعوانهم فى الداخل و الخارج،و المواطن الموريتاني المسلم الأصيل ليس ساذجا و لا مبتورا من قضاياه الداخلية و لا الخرجية،و لقد قدم الكثير من الدعم المادي و ما زال يقدم لغزة ،و يدعو لها بحرقة و جد و اجتهاد،و كذلك حكومات موريتانيا منذ نشاة الجمهورية و إلى اليوم،و طبعا حكومتنا الحالية متمسكة بهذا الموقف الإيجابي،لكن التذكرة ملحة و ضرورية ،خصوصا وقت النزال المتصاعد بين المقاومة الغزاوية المباركة و الكيان الصهيوني الثمل من دماء الأطفال و النساء و العزل ،و الحمد لله فضائحه و خسائره العسكرية و الاقتصادية فى تصاعد،سيفضى للهزيمة و الانكسار قريبا،بإذن الله.

و قيادة المقاومة السياسية تثمن ما تقوم به ايران ،و تدرك تقصيرها ،و تتعامل مع المشهد بذكاء،لكن ايران و حزب الله ليسا مركزيين إطلاقا فى دعم قضية فلسطين .

فغزة و فلسطين ستنتصر برجالها و دعم أصدقاءها و لا تجاهل للأدوار الأخرى ،لكنها لا تقارن بشحنة المعركة الحقيقية على مختلف الصعد.

فايران مثل بعض الدول العربية لها تفاهمات مثيرة للجدل و توجهات مريبة و أولويات خلاف أولويات المقاومة،و المقاومة تدرك ذلك و كذلك أنصارها،و ما ينشر من تشكيك فى أعمال ايران العسكرية لا ينبغى،إلا أن من الوعي و الفهم لحقيقة ايران و حقيقة توجهها الشيعي الضيق،لكن لا داعي للمبالغة فى ذلك النشر،فكما يقال فى المثل "سيد قومه المتغابى".

و الرئيس غزوانى متمسك بموقفه المناصر لغزة و فلسطين عموما،لكن ضغوط بعض الارتباطات و الرسميات قد تقود لما قد لا تحمدعقباه،و موريتانيا الرسمية ينبغى أن تتمسك بموقفها ،فالأرض الفلسطينية و عرض إخواننا فى فلسطين أمر مهم يستحق الرقابة و التمسك و المتابعة،و لعل الأوضاع محليا تستحق مضاعفة الجهود.
فبعض المسؤولين يشجع ابتعاد الإدارة من الموطنين،خصوصا الضعفاء منهم،عكس توجيهات صاحب الفخامة ،محمد ولد الشيخ الغزوانى،بتقريب الإدارة من المواطن.

و ستبقى قضية غزة عنوان المرحلة و تقريب الإدارة من المواطن و خدمته،فهو الناخب و هو من يعانى بعمق من غلاء الأسعار و بيروقراطية الإدارة المتفاقمة ،رغم دعوات الرئيس الملحة بتقريبها من المواطن.

و لقد تواصلت معكم مباشرة معشر القراء بعد الرجوع مباشرةً به سفر 15 ساعة من السفر بين جدة و نواكشوط،مرورا باسطنبول،و لألاحظ هنا تفصيل،فما يتفشى فى الواتساب من سب لرئيسنا غير أخلاقي،فأما وضعية الرئيس السابق فرج الله كربته،فكان الأجدر به تفهم الطريقة السياسية التقليدية فى موريتانيا،فولد غزوانى كان عضدا له طيلة العشرية،فكان من المناسب متابعة نفس الأسلوب دون شطط فى التحدى و الاستفزاز،فكرسي الحكم يستحيل تقسيمه لنصفين،و أما الأوضاع الصعبة فى موريتانيا لمعالجتها صعبة و تتطلب التروى و طول النفس،و الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى يبذل الجهد المتاح و بعض الفريق يحتاج نصحا و ربما تبديلا،إن لزم ذلك.

و مهما تكن الأحوال فالسب و الشتم و الأذى لا يليق أخلاقيا و لا يجدى شيئا فى تحسين ظروف الوضعية العمومية و الشان العام.