نهي عن البذاءة و خطورة عاقبتها/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

سبت, 2024/02/17 - 20:59

يتصدر المشهد بعض الشخصيات الوطنية و فى ساحة العامية ،بل و أدعياء النخبوية أحيانا يتحامل كثيرون على الرئيس الحالي،محمد ولد الشيخ الغزوانى،و يتحامل آخرون على ولد ولد عبد العزيز،رغم أن الهجمة على ولد غزوانى أشد و أنكى،و يتهجم بيرام على الدولة و المجتمع،واصفا إياهما بلابرتيد و العنصرية و التمييز،و الحقيقة أن ممارسة السياسة تمكن من دون الإدمان على الأذى و الإساءة،التى اختارها بعض أنصار كل فريق،و كأنها الطريقة المثلى لشرح البرامج السياسية و الإنمائية و تغيير واقع المجتمعات و الدول نحو الأحسن.

و الحقيقة أننا نستطيع أن نسلك الدرب الذى نريد دون الغرق فى الوحل،من شتى صنوف البذاءات و الاستهداف و الجناية اللفظية المؤذية.

و لطالما ذكرت أن وسائط التواصل الاجتماعي ،و بوجه خاص مجموعات الواتساب ،مفعمة بأساليب وقحة غاية فى الرداءة و السقوط،و على أبواب الانتخابات الرئاسية وددت التذكير بإلحاح بضرورة الابتعاد عن الإساءة و التجريح و اقتراف أبشع الأساليب.

السيد الرئيس غزوانى يخوض تجربة سياسية،لها مؤيدون و معارضون،و من شاء أن ينتقدها ،لكن بموضوعية و أدب،و من أراد أن يواليها باحترام دون ارتماء فى أتون التملق و الرداءة،و لكل تجربة حكم عادة أنصار و منائؤون،و أما احتقار الرئيس و تناوله،شخصيا و سياسيا،بطريقة لا تليق مطلقا،و ذلك كثير،فذلك ينبغى النأي عنه بسرعة و على الفور ،دون تردد،فهو أسلوب لا يخدم سمعة مشهدنا الإعلامي الوطني.

و أما ولد عبد العزيز فبحكم ظروف سياسية معينة و محاكمة باسم فساد بعض جوانب تسيير العشرية وجد نفسه سجينا،و لكن التحامل عليه و التشفى منه لا يليق مطلقا بمن تربى تربية صحيحة رفيعة،و انتهاز فرصة وضعيته فى هذه الظرفية و رشقه بعنيف الألفاظ لن يسجل إلا فى خانة البذاءة و تردى المنهج و الأسلوب.

و باختصار أقولها بإيجاز ،يمكن أن ننهج طريق أو سبيل الموالاة أو المعارضة لكن دون اتخاذ البذاءات و التجريح مسلكا إعلاميا و لا سياسيا ،و الأولى لمن أراد التسيس فى أي وجهة تجنب ما يشيع من تحامل و أذى مجاني لا يكاد يتوقف،للأسف البالغ،إلا ليتجدد و ينتشر و يتفاعل مجددا.

و العاقبة للأصلح ،و أما عاقبة البذاءات فوخيمة قطعا،دنيا و آخرة.