كنت البارحة عند أحد أبناء عمومتى بنواذيبو ، أحد أعيان أسرتنا السفير ولد أحمد للطلبة المدير الجهوي للأمن لولاية داخلت نواذيبو و التحق بنا قادما من نواكشوط المفوض ، دمث الخلق ،أحمدو ولد كابر ، و أثناء الحديث على مائدة العشاء ، قال أحمدو سأغادر غدا قافلا إلى نواكشوط .الوالدة الشفاء مريضة .
لا أستطيع انتظار المقيل . وكأنه يحس رحيل جدته العزيزة الصالحة الحسنة الصيت ، رحمها الله . الشفاء بنت محمد الحضرامى الملقب اللاه ولد انتهاه . وفى وقت متأخرنسبيا من الليل ، رن هاتف من نواكشوط مخبرا برحيلها عن دنيانا إلى واسع المغفرة و الرحمة عند مليك مقتدر فى الفردوس الأعلى من الجنة باذن الله .
يطابق هذا الاسم اسم مولدة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء بنت عوف. فنعم الاسم ونعم الصدى الطيب، عرفت ابنت عمنا الشفاء بنت انتهاه بالفضل وطيب السيرة، وفق شهادة الجميع، وبعد عمر مديد في طاعة الله انتقلت لجوار الرحمن.
اللهم تقبلها عندك في مصاف الصديقين يا رب العرش العظيم وأرحمها وتقبل عملها الصالح وتجاوز عنها يا أكرم الأكرمين، وأجعلها ممن "أنعمت عليهم " وقلت فيهم: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا" صدق الله العظيم. ونعزى أنفسنا وأسرة أهل انتهاه عامة، الشماسدة الشرفاء، الذين يوصفون قديما واتفاقا وتواترا في وسطنا الشريفي الشمسدي الخاص "رجال مؤمنون ونساء مؤمنات"، لكثرة الصلاح فيهم والمسالمة وحسن الخلق الطبعي الأصيل، الفطري غير المتكلف إطلاقا، لله الحمد والمنة. ونعزى بوجه خاص جميع أهل محمد سالم المجلسيين العارفين الأصهار النبلاء، "أحاسن الناس أخلاقا الموطأون أكنافا" الفضلاء. ونعزى بوجه أخص أسرة الفقيدة رحمها الله...ألهمهم الله الصبر والسلوان والأجر الجزيل. ولا نقول إلا ما يرضى الرحمن، "إنا لله وإنا إليه راجعون".
"إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى"، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . .
بقلم عبدالفتاح ولد اعبيدن
