أين الملمس الانساني و الديمقراطي و الثقافي فى توشيحات الاستقلال/بقلم عبدد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

ثلاثاء, 2021/11/30 - 10:35

و كأن الدولة كلها عسكرية و تعيش العسكرة فى جميع أنشطتها،اللواء الفلاني و العريف الفلاني،و الأوسومة و التوشيحات المتنوعة.
أين توشيحات الأطباء و الصحافة و الكتاب و الأساتذة و المعلمين و الخطباء و أئمة المساجد و البرلمانيين و السكرتيرات المواظبات على عملهن و الحضور المنتظم لوظائفهن،أما بدل هذا كله، يستهدف شخص آخر، لم يعرف عنه أقرانه، سوى التواجد من حين لآخر فى المكاتب،و التعبير العلني فى "مجالس المشوى" عن إعجابه بالعهد الحالي فى ظل صاحب الفخامة!.
هذه الدولة مختطفة،و تحتاج لعملية تنزيل للواقع،فلا بأس بإعطاء مؤسساتنا العسكرية و الأمنية القيمة اللائقة بها،لكن دون أن يكون ذلك على حساب الدولة و المجتمع فى أغلبه!.لم تشعر كفاءات المدنيين بالتقدير و الاعتراف بأدوارهم المتميزة فى بناء هذه الدولة،بل اختار البعض اسمين بارزين للتوشيح،ممن ذهبوا للعالم الآخر،فمصطفى ولد بدر الدين، رحمه الله، كان أيام حياته،رغم نضاله المثير للأعجاب،مكانه عندهم، إما السجن أو الحرمان!،و اليوم يكرم نيابيا،و كذلك محمد ولد السالك(باي ابيخه)،أيام كانت أفكاره فى غاية العمق،فى سياق التوعية فى أهمية البحر و الصيد،اتخذتم ذلك للسخرية و اللهو فحسب،أما اليوم،فتكرمونه غيابيا أيضا،مجاملة لأسرته و اعترافا فى الوقت الضائع بعبقريته اللافتة!.
لقد بذل الأطباء و الصحفيون الكثير من الجهد فى فترات هجمات كورونا،فأين الاعتراف الرسمي،تجاه هذه التضحيات،و فى هذا الجانب استشهد بعض الأطباء،دون أن نسمع كلمة اعتراف خاصة،فى خطاب الرئيس لصالح هؤلاء الأطباء،الذين ضحوا بحياتهم وسط ظروف خطيرة و استثنائية جدا!،رحمهم الله.
ذات يوم قالت صحفية رائدة،اخترت الصحافة،لأكون قريبا من الانسان،و نحن كذلك اخترنا الكتابة باستمرار،لنعبر عن مشاعر المواطن الموريتاني،بالدرجة الأولى،فالدولة ينبغى أن تمد يد التقدير و الاهتمام و التشجيع للجميع،لا أن تظل توحى عند كل مناسبة، بأولوية الطابع العسكري و الأمني،على حساب مهن و قطاعات،هي المرفق الأساسي لمصالح الناس و منافعهم اليومية!.
يسرنا أن يوشح عسكريون،لكن دون غمط حق غيرهم.