ترشح ولد نويكظ رهان صعب/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

سبت, 2021/10/09 - 14:15

علمت قبل أشهر باعتزام محمد ولد نويكظ الترشح لرئاسة اتحاد أرباب العمل،و عندما تحدد الموعد المرتقب للمؤتمر 23/12/2021،التحقت بعض المواقع الألكترونية بالركب،معلنة ترشحه للهيأة المذكورة،غير أن الرئيس الحالي،زين العابدين، ينتمى لنفس ولاية الرئيس، محمد ولد الشيخ الغزوانى.
و لا يعرف هل ستتخلى الدولة العميقة عن دعمه،و بالتالى،إن دعم ولد غزوانى زين العابدين،قد تصبح منافسة محمد ولد نويكظ مجرد حضور انتخابي للقول ضمنيا، أنا موجود ومعني بهذا القطاع.
و فى حالة استمرار الدولة عدم الحياد، فى مثل هذه المنافسات، و دعمت زين العابدين،فلن يكون ذلك مريحا قطعا،لدى محمد ولد نويكظ،لأنه بطبعه لا يقدر كثيرا على إخفاء مواقفه،و سيشكل ذلك جرحا سياسيا فى علاقة ولد غزوانى مع جماعة مقدرة و وازنة من رجال الأعمال التقليديين،القريبين من محمد ولد نويكظ،و هو ما قد يبعدهم تدريجيا، من دعم النظام الحالي،و يعزز تموقعا انتخابيا مغايرا، فى الاقتراع الرئاسي المرتقب، فى أفق 2024.
و للتذكير، محمد ولد نويكظ، على تقييم البعض، من أثرى سكان هذا الوطن،و يتمتع مصرفه BNM و مجموعته AON،بمنزلة متقدمة، فى المجال الاقتصادي فى موريتانيا،و هو رجل أعمال من الطراز الأول،بحكم خبرته و علاقاته الواسعة،فى ميدان المال و الأعمال.
شخصيا لا أستبعد أن تقف الدولة موقف الحياد،بغض النظر عن من سيفوز،لأن القطاع حساس،و الفاعلون الاقتصاديون لهم دور معتبر و توجهات متباينة، تجاه الاقتراع المنتظر حول هيأتهم،كما أن خسارة ثقة فريق مؤثر من رجال الأعمال،قد لا يخدم الرئيس غزوانى و نظامه،الذى يعانى من تحديات متنوعة و بحاجة للأصدقاء و ليس المزيد من المعارضة.
و يمكن القول أيضا، إن الدفع بمحمد ولد نويكظ لرئاسة هذا الاتحاد، قد يكون فيه رصيد مطلوب من إنصاف الشمال عموما،و آدرار خصوصا،لأن أغلب رجال الأعمال الكبار، ينحدرون من تلك الجهة،و مجموعة AON هي أقدم و أعرق شركة فى هذا القطاع،و هي أكبر المستثمرين الموريتانيين فى الخارج و افريقيا بوجه خاص،حيث لها استثمارات معروفة، فى ساحل العاج و غينيا كوناكرى و مالى،و لا تقارن استثمارات أبناء عبد الله ولد نويكظ، بإي كان على الإطلاق.
و يصر بعض أقارب ولد نويكظ، على ضرورة الحذر من دخول معمعان المعركة، قبل التأكد من حياد الجهات العليا،إلا أن المؤشرات تفيد بعدم تردد الملياردير،محمد ولد نويكظ فى الدخول للحلبة.
و قد ظلت انتخابات اتحاد أرباب العمل، فى محطات عدة متأثرة،بتدخلات الرئيس شخصيا،فكان بوعماتو مرشح معاوية،و دفعه للبروز بقوة فى ساحة العمل المصرفي و تشييد شركات مذكورة،ثم جاء دعم عزيز لزين العابدين،و الذى احتفظ به أيضا غزوانى.
و قد برز زين العابدين، فى العهدة الرئاسية الثانية، من حكم ولد عبد العزيز،حيث ربح العديد من الصفقات العمومية،و افتتح مصرف BMI و شيد قصر المرابطون و مقر وزارة الإسكان و غيرها،و رغم أنه رجل أعمال شاب واعد،لكنه لا يرقى للمقارنة بثيران المشهد الاقتصادي الوطني.