لا يقدر أي واحد على تصدر المشهد النقابي الصحفي،على وجه متوازن نافع ناجع،إلا من رحم ربك.
و مهما تكن الثمار المعنوية أو غيرها لقيادتنا،نحن معشر الصحفيين،فإن المصاعب و المتاعب أكبر و أكثر بصراحة،و فى هذا الصدد لا يسعنى إلا أن أشكر النقيب، محمد سالم الداه على ما بذل من جهد، من أجل خدمة القطاع الإعلامي الموريتاني،و خصوصا فى الميدان التضامني، عندما يواجه أي زميل مطبة طارئة، تستدعى التدخل الجاد، حتى تنفرج كربته،بإذن الله.
و فى هذا المعنى التضامني الملح،و المتكرر،بسبب ما تعانى صاحبة الجلالة من مناوشات،بمختلف الصيغ و الحجج،و الواهية فى أغلب الأحيان،بذلت نقابة الصحفيين جهدا مشهودا بينا،يستحيل تجاهله،و ذلك فى ظل النقيب محمد سالم ولد الداه و المكتب التنفيذي.
لقد أصبحت مهنتنا فى موريتانيا، مستضعفة مستهدفة، و تعيش حالة فقر مدقع،بسبب الموقف الرسمي و الشعبي،على السواء.
فالدولة تحاربنا بأبسط حجة، و قد جففت منذو 2011 و إلى اليوم منابع اشتراكاتنا و دعمنا،و المجتمع رغم استفادته البالغة من مجهوداتنا،فى كل مجال،حتى مناسبات التبريك و التأبين،لا يعاملنا بدعم لائق و لا باحترام مستحق،بسبب بعض ثغرات عملنا،و فى كل عمل بشري، صواب و نقص،غالبا،و رغم ذلك يشرفنا أننا صحفيون موريتانيون، عالميا،و محليا أولا،و الله فى عوننا و عون الوطن،و عون كل القضايا العادلة أجمع،بإذن الله.
و بهذه المناسبة، أضم صوتى لزملائي النبهاء، الذين يدعمون تجديد عهدة الزميل المتميز الجامع لمختلف الطيف الصحفي،نقيبنا،محمد سالم ولد الداه.
و أرجو لجهود الإصلاح الرسمية الموعودة،التى ننتظرها بفارغ الصبر،أن تتحول إلى واقع ملموس،بإذن الله،حيث شكل الرئيس غزوانى تلك اللجنة و قدمت حصيلة عملها،منذو قرابة خمسة أشهر،لكننى لم ألحظ بعد تشكيلها و إلى اليوم،سوى التبرم الرسمي من الرأي الآخر و التهديد بتعزيز الأقفال على الانترنت و غبن أصحاب الرأي الحر الجريئ و قمة الزبونية فى التعامل مع الصحفيين و طغيان جيل خامس من أدعياء المهنة،لا يحسنون سوى الاسترزاق، باسم المهنة، و "رفع" المفعول به على وجهه، و النصب على الفاعل دون رحمة أو إشفاق!.
و ليكن فى علم من يهمه الأمر،أن الصحافة المستقلة الموريتانية،بجميع مستوياتها و تجلياتها،و بغض النظر عن جميع تحدياتها و نواقصها و معوقاتها،هي أكبر مؤثر فى صناعة الأحداث و التأثير على الرأي و الحالة العامة فى موريتانيا،و ليس السلطة و المعارضة و لا ما بينهما،هم الأكثر تأثيرا،و على الجميع أن يعي ذلك و يتفهمه و يتعامل معه،فحرية التعبير طبيعة الموريتانيين..."اشطارى"...و حرية الصحافة شبت على الطوق،و هي موجودة حتما و ستتعزز مع مرور الوقت،و لا ينفع معها التباكى على شطحات الانترنت و "لا الحب فى اشدق و الراس"...،لكن بصراحة لا يستوى عندنا من أعاننا و من أعان علينا.
و ينبغى معشر زملائي الكرام،أن ندرك أننا أصبحنا السلطة الأولى عالميا و طبعا محليا فى موريتانيا،لكن الكلمة أمانة و الصحافة مسؤولية حساسة،و غزوانى بدأ يشحذ أسلحته ضدنا،و ينبغى أن يخوض فى إصلاح الصحافة الذى وعد به،و جاءه زملاءنا بما يعين ذلك،و ليستعمل أسلحته فيما ينفع الوطن،و سنكون له عونا فى تعزيز الصالح العام،بإذن الله،و أما أن يحرض علينا،و لو ضمنيا،كما فعل فى روصو،فذلك مؤشر تراجع عن الحريات المصانة دستوريا،و بداية مشوار صدام مع الإعلاميين،بصيغة مباشرة أو غير مباشرة،و قد لا يخدم نظامه إطلاقا.
و جدير بالإعلاميين الحرص على أن تبقى مهنتنا بعيدا عن التحيز السلبي،لسطلة أو معارضة أو غيرها من الجهات أو الشخصيات،و إنما العمل لتجسيد مقتضيات المهنة،التى تنص و تسمح قانونيا، بنشر الخبر بحرية و معالجته،دون ضغوط أو مخاطر،بإذن الله.
و لا ننكر وجود أخطاء أو أخطار،فى تصرفات البعض، باسم حرية الصحافة أو حرية التعبير عموما،و ينبغى أن نعمل على الاستعمال و الاستغلال الإيجابي لجو الحريات،لكن تحول هذا المعنى إلى مشجب لنعلق عليه،مختلف أوجه فشلنا،أسلوب مكشوف و مدحوض.
فمشكلة موريتانيا ربما الأولى،ليست أوجه الاستغلال السلبي للأنرنت،لكنها أوسع و أعمق.
و بإيجاز قطار حرية الصحافة انطلق بوتيرة عالية،عالميا و وطنيا،و ربما ليس مطلوب منا ،كصحفيين، البصم على لائحة الإعجاب بعزيز أو غزوانى،أو غيرهما من المبتلين بقيادة هذا الوطن الحبيب،و إنما مسؤوليتنا المحورية الحساسة،فوق العاطفة،إعجابا أو كرها.