السفير محمد محمود ولد داهي، دبلوماسي موريتاني مثل موريتانيا في عدة دول، كما تقلد عدة وظائف سامية تمكنه من معرفة ميكانيزمات السياسة الدولية وتقييم أحسن السبل لاستغلالها بما يعود بالفائدة على الدولة وتنميتها، سألته وكالة المستقبل عن تقييمه للزيارة الأخيرة للرئيس محمد ولد عبد العزيز لمالي ونجاحه في توقيع اتفاق ما بين الفصائل الأزوادية والسلطات المالية.
فأوضح السفير أن قطع الرئيس الموريتاني رئيس الاتحاد الافريقي محمد ولد عبد العزيز لزيارة إفريقية مهمة والتوجه بسرعة إلى مالى تنم عن نظرة ثاقبة وتقدير كبير لهذه الأزمة وانعكاسها على الوضع الاقليمي.
إنها مبادرة مهمة، يقول ولد داهي، وتظهر بجلاء أن رئيس الجمهورية ورئيس الاتحاد الإفريقي على دراية كبيرة بأن حل الأزمة في مالي وفي دول الجوار سيساعد في تنمية البلد واستقراره وكذلك القارة الافريقية التي تمزقها الصراعات والحروب الأهلية، كما سترفع من أسهمه في المجال الاقليمي والدولي، فموريتانيا بهذه الخطوة تنتقل من دور المنفعل إلى دور الفاعل.
فلقاء الرئيس ولد عبد العزيز بالرئيس المالي في بامكو، والانتقال بعد ذلك إلى كيدال والالتقاء بالفصائل الأزوادية والحصول على اتفاق يوقف إطلاق النار، وقبول الفرقاء بالجلوس على طاولة المفاوضات، يعتبر مكسبا مهما ونجاحا للرجل في مهمته كرئيس لدولة مجاورة تتأثر بالوضع في مالي بصورة مباشرة ورئيس للاتحاد الإفريقي مطالب بلعب دور يساهم في الحد من الأزمات التي تعانيها دول القارة ونشر الاستقرار من أجل تنميتها.
وفي جوابه لسؤال عن دلالات هذه الخطوة وانعكاساتها في المستقبل، أوضح السفير محمد محمود ولد داهي، إن هذه الزيارة تحمل أكثر من دلالة، فهي تفنيد مباشر للشائعات التي راجت في السابق عن وجود أزمة ما بين موريتانيا والسلطات المالية والتي كانت مثار جدل كبير لدى الرأي العام والصحافة في البلدين آنذاك.
كما أنها تشكل انتصارا كبيرا للديبلوماسية الموريتانية، التي اتضح بجلاء أنها يمكن أن تلعب دورا محوريا في حل مشكلات دول الجوار والقارة الإفريقية بصورة عامة، وهو ما سيشكل حصيلة إيجابية في رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي. وأبرز السفير محمد محمود ولد داهي أن هذا الاتفاق لاشك أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز سيحرص على متابعته من طرف الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة التي كان ممثلها في مالي حاضرا لتوقيعه، حتي يتم الوصول للأهداف المرسومة المتمثلة في اتفاق ينهي الأزمة في مالي بصورة جذرية.
مطالبا بأن يعترف الجميع بهذه المكاسب، وأن لا تعمينا المصالح السياسية الضيقة عن الإشادة بها باعتبارها مكسبا لموريتانيا ولنا كموريتانيين مدعوين بأن يكون لنا دور في حل الأزمات في العالم، وخاصة في الدول المجاورة لنا التي نتقاسم وإياها الهموم والأفراح فاستقرارها استقرار لنا وتناحرها سنكتوى بناره لا قدر الله.