شبكات تنصيرية وصهيونية وراء تمزيق المصحف (نص التحقيق)

أحد, 2014/05/18 - 14:36
 قبل حادثة تمزيق المصاحف وتدنيسها في أحد مساجد تيارت بالعاصمة بسبعة أيام، وتحديدا يوم 23 فبراير 2014 توصلت إدارة الأمن السياسي الموريتاني بتقرير يفيد باجتماع مجموعة من المنصرين في حي الدار البيضاء بمقاطعة الميناء

 قبل حادثة تمزيق المصاحف وتدنيسها في أحد مساجد تيارت بالعاصمة بسبعة أيام، وتحديدا يوم 23 فبراير 2014 توصلت إدارة الأمن السياسي الموريتاني بتقرير يفيد باجتماع مجموعة من المنصرين في حي الدار البيضاء بمقاطعة الميناء، خصص لتدارس عملية استقبال المبشر الصهيوني الإسرائيلي ألبيرت يعقوب، وكذا التحضير لعملية تشغل الرأي العام الموريتاني وتنهك الأجهزة الأمنية، وتوجه أنظارها لمتابعة ردات الفعل عليها.

 

[ترك ألبرت خلفه عدة "أشياء" بينها بطاقته الشخصية (الأخبار)] ترك ألبرت خلفه عدة "أشياء" بينها بطاقته الشخصية (الأخبار)وأوكلت هذه المهمة إلى خلية تعرف في الأوساط التنصيرية في موريتانيا بخلية "مالطا"، وتتشكل من:

 

-         سيد محمد ولد برار: وهو أمين عام سابق لجمعية الصداقة الموريتانية الإسرائيلية، سبق وأن كرم من طرف السفير الإسرائيلي في انواكشوط بوعز بوسميث، وتسلم مع التكريم جائزة تبلغ 800 ألف أوقية.

-         الداه ولد "اك": وهو أستاذ رياضة في إحدى ثانويات انواكشوط.

-         سيد محمد ولد "اح": وهو تاجر، سبق له أن تزوج موقوفة سابقة في ملفات تنصيرية، وهي "م. ا. م." وهي أخت متهمة أخرى في الملف ذاته ونائبة في البرلمان عن إحدى مقاطعات الشرق الموريتاني.

-         يورو: وهو مالك مدرسة في حي الدار البيضاء بمقاطعة الميناء، وقد تم الاجتماع التنسيقي في منزله.

-         اعل ولد (...) مسؤول التنصير في السجون.

 

[يتولى "ألبرت يعقوب" تنسيق منظمة تعرف باسم "أوانا AWANA"، ولديها نشاط واسع في إفريقيا] يتولى "ألبرت يعقوب" تنسيق منظمة تعرف باسم "أوانا AWANA"، ولديها نشاط واسع في إفريقيا ومن المتربطين بهذه المجموعة موريتاني آخر يسمى سيد محمد ولد "أ"، لكن خلافاته مع بعض أعضائها من الموريتانيين دفعتهم للوشاية به، وهو ما أثر على علاقاته ببعض "الرعاة" أو القادة الميدانيين. ويعمل سيد محمد في الإدارة الموريتانية.

 

وترتبط هذه المجموعة بعلاقة مباشرة مع شخصيات صهيونية من خلال ولد برار الذي واصل علاقته بهم من خلال السفارة الإسرائيلية في داكار، وكذا ألبرت يعقوب وهو إسرائيلي يقيم في مدينة حيفا، وقد التقى بالمجموعة في مالطا، وتمت عملية تمزيق المصاحف للتغطية على زيارته لانواكشوط، حيث وصل موريتانيا عبر السنغال.

 

وحسب مصادر أمنية فقد زار الإسرائيلي ألبرت موريتانيا خلال الفترة الماضية، وعقد عدة اجتماعات فيها، وقد سلمت إحدى الجهات الأمنية الموريتانية لصحيفة "الأخبار إنفو" بطاقته الشخصية التي وزعها خلال زيارته للبلاد.

 

وتحمل البطاقة التي وزعها في البلاد على الشخصيات التي التقاها في مالطا وموريتانيا بريدا إلكترونيا هو: bible.ey2@gmail.com كما حملت عنوان المنظمة التي بدأ ارتبط بالعمل معها منذ توسع اهتماماته في غرب إفريقيا، وهي منظمة "أوانا – AWANA" وموقعها الإلكتروني هو: www.awana-mena.com

 

وحملت البطاقة صفته كأحد منسقي منظمة "أوانا" ورقم صندوق بريد في حيفا الإسرائيلية، إضافة لأرقام هواتفه الإسرائيلية.

 

خطة محكمة

 

[وكانت هذه نتيجة الخطة التي اتفق عليها ممثلو كنائس انواكشوط في اجتماعهم السري (الأخبار)] وكانت هذه نتيجة الخطة التي اتفق عليها ممثلو كنائس انواكشوط في اجتماعهم السري (الأخبار)وتكشف المعطيات الأمنية التي حصلت عليها "الأخبار إنفو" أن خطة محكمة تم وضعها وتنفيذها، واعتمدت إثارة الرأي العام الموريتاني وشغله لمدة أيام، وإثارة الشعور الديني فيه.

 

كما تكشف هذه المعطيات أن السلطات الأمنية كانت على علم بما يجري التحضير له، كما أن على اطلاع تام بنشاط العشرات من المنصرين أجانب وموريتانيين، وبكنائس خلوية في عدة مقاطعات بالعاصمة انواكشوط وفي الداخل، لكن تخوفها من ردة فعل دولية على مضايقة هؤلاء تحجزها عن وضع حد لنشاطهم.

 

كما أن انتماء بعض المنصرين الموريتانيين لأسر نافذة اجتماعيا أو ماليا يوفر لهم حماية في مواجهة قوات الأمن الموريتانية وأنشطتها المواجهة للتنصير.

 

[كامينغ مع بعض العاملين في جمعيته] كامينغ مع بعض العاملين في جمعيته ويزور موريتانيا عشرات الأجانب – أغلبهم أمريكيون أصلا أو تجنسا – ويشكلون مجموعة "رعاة" للكنائس في موريتانيا، ويتولون فعليا القيادة الميدانية للعمل التبشيري في موريتانيا.

 

وسبق لأغلبهم أن عمل في موريتانيا في مجال العمل التبشيري وأقام فيها، لكن غالبيتهم غادرها بعد حادثة مقتل الأمريكي اكريستوف ليغيت، واكتفوا بمتابعة العمل فيها من الجارة السنغال مع زيارتها من حين لآخر.

 

ويعود وصول "رعاة" كنائس موريتانيا لفترات متفاوتة، وكان دخولهم للبلاد بمبررات مختلفة، كما يستضيفون من حين لآخر "مبعتثين" من جهات خارجية من بينهم إسرائليون، وكان أبرزهم ألبرت يعقوب، والتي تمت عملية تدنيس المصاحف تحضيرا لزيارته وللتغطية عليها.

 

"فيتو" أمام التحقيق

 

["أوامر عليا" منعت وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة من التعاون مع التحقيق] "أوامر عليا" منعت وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة من التعاون مع التحقيق تحقيقات الأمن الموريتاني حول حادثة تدنيس المصاحف في تيارت والتي تمت في الساعات الأولى من ليل الاثنين (2-3 مارس 2014) قادت إلى توقيف عدة أشخاص بينهم مخنث مرتبط بهذه الشبكات، وينشط في منطقة توجنين.

 

وحسب مصادر أمنية فإن بقية الشبكة كانت ستسقط بيد الأمن تباعا لو تواصلت التحقيقات، وتمت الاستفادة من كنز المعلومات الشخصية الموجود لدى وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة.

 

لكن جهة ما في هرم السلطة الموريتانية أصدرت أوامر لوكالة سجل السكان برفض التعاون مع المحققين في عملية تدنيس المصحف، كما أمرت برفض التعاطي معهم في مجال الاستعانة بالبصمات الموجود على المصاحف التي تم تمزيقها.

 

ومع العراقيل التي وضعت في وجه التحقيق، والعقبات الرسمية التي اعترضه، تم توقيفه دون إعلان عن نتائجه.

 

ودأبت السلطات الموريتانية خلال الأسابيع الأولى بعد الحادث عن الحديث عن تقدم التحقيق، كما اعتمد على نتائجه الأولية لنفي أي قصد جرمي في الحادث، لكن مع تقدم الوقت غاب الحديث عن التحقيق دون أن تعلن الجهات الأمنية أو الحكومية أي نتيجة له.

 

عودة قوية

 

أدى مقتل الأمريكي اكريستوف ليغيت خلال شهر يونيو 2009 على يد مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى اكتشاف مفاجئ لحجم العمل التبشيري في موريتانيا، وقامت بعدها منظمات تبشيرية عديدة بنقل  العاملين معها من الغربيين إلى السنغال لمتابعة عملهم من هناك،

 

لكن السنوات الموالية كانت كافية لإعادة الزخم للعمل التبشيري في موريتانيا، حيث عاد بعض هؤلاء للإقامة في البلاد، كما اعتمدوا على بعض الموريتانيين – بعضهم وردت أسماؤهم أعلاه – لضمان استمرار الأعمال، وتلقى هؤلاء تكوينات عديدة في مالطا وتركيا ودبي، وروعي في اختيارهم تمثيل مختلف الأعراق الموريتانية في المؤتمرات التبشيرية المعروفة.

 

تزايد في أعداد الكنائس

 

[أوراق من الإنجيل تمت ترجمتها إلى الحسانية (الأخبار)] أوراق من الإنجيل تمت ترجمتها إلى الحسانية (الأخبار)وتشير التقارير الأمنية التي حصلت عليها "الأخبار إنفو" إلى تزايد مذهل في أعداد الكنائس الخلوية في موريتانيا خلال الأعوام الأخيرة، ويصل عدد ما كشف منها حتى الآن إلى 23 كنسية (دون العدد الموجود في الضفة)، موزعة على طول البلاد وعرضها.

 

وتوجد 13 من هذه الكنائس في العاصمة انواكشوط، وبالتحديد في مقاطعات تفرغ زينة، والسبخة، والميناء، وتيارت، وتوجنين.

 

وتتنوع اهتمامات هذه الكنائس، حيث تختص كنايس دار النعيم في استقطاب الفاشلين دراسيا والمشردين، والطامحين لعبور الأطلسي إلى الضفة الأوربية، ويعرف نشاط هذه الكنيسة اتساعا متسارعا. حسب الجهات الأمنية.

 

[شبكات تنصيرية كثيرة استعادت نشاطها بعد فترة من "الكمون" إثر مغادرة "الآباء" الغربيين إلى بلدانهم أو إلى السنغال] شبكات تنصيرية كثيرة استعادت نشاطها بعد فترة من "الكمون" إثر مغادرة "الآباء" الغربيين إلى بلدانهم أو إلى السنغال وتهتم كنائس مقاطعة تفرغ زينة بطبقات الشباب الناشط تجاريا، وطبقة رجال الأعمال، وبعض الليبراليين الداعمين لفصل الدين عن الدولة.

 

وحسب تقارير أمنية حديثة حصلت عليها "الأخبار" فمن بين من يحضر نشاطات هذه الكنائس رجل أعمال شاب يدير إحدى الشركات المنتجة للألبان، وكذا رجل الأعمال زوج ابنة رئيس سابق للبلاد.

 

أما توجنين فيستهدف النشاط التبشيري أصحاب السوابق الأخلاقية كالمخنثين والمومسات ومتعاطي المخدرات، ويتم العمل عبر تمويل مشاريع صغيرة، وضخ تمويلات تنعشهم اقتصاديا.

 

أما في داخل البلاد فتوجد ثلاث كنائس في كيفة، واثنتان في انواذيبو، واثنتان في أطار، واثنتان في روصو، وواحدة في شنقيط.

 

ولكل كنيسة من هذه الكنائس "أب" يشترط فيه أن يكون قد خضع للعديد من التكوينات على الطقوس الكنسية، وتحديدا:

-         الاغتسال أمام قس، وإعلان ارتداده عن الإسلام، وشهادته أن المسيح ابن الله.

-         الخضوع لتكوين لفترة على الكتاب المقدس.

-         تكوين مكثف داخل موريتانيا يشرف على رعاة الكنائس من الغربيين.

-         تكوين خارجي: وغالبية الموريتانيين تم تكوينهم في السنغال، على يد باباوات الكنيسة البروستانتية.

 

"الرعاة" أو القادة الميدانيين

 

[جوزيف جامينغ مؤسس منظمة Dolos وهي إحدى أنشطة المنظمات التنصيرية في البلاد، ويصر على لبس الدراعة حتى في بلده الولايات المتحدة الأمريكية] جوزيف جامينغ مؤسس منظمة Dolos وهي إحدى أنشطة المنظمات التنصيرية في البلاد، ويصر على لبس الدراعة حتى في بلده الولايات المتحدة الأمريكية اشتهر العديد من المنصرين في موريتانيا خلال الفترة الأخيرة، وخصوصا من طائفة البروستانت التي تعتمد طريقة "الكنسية المحتجة أو المتمردة"، ولديها طرق خاصة في ممارسة الطقوس، وفي التعامل مع الأتباع، وفي إقامة موطئ قدم لها في الأماكن التي تصلها.

 

وتنشط مجموعة من الغربيين في موريتانيا للتبشير بالمسيحية، ولدى العاملين في هذا المجال علاقات وطيدة مع السفراء الإسرائليين في موريتانيا أيام وجودهم فيها، وتم تحويل هذه العلاقة إلى السفارة الإسرائيلية في داكار بعد إعلان موريتانيا قطع علاقاتها مع إسرائيل.

 

ومن أشهر هؤلاء في موريتانيا:

-         الزوجين بيل وكين: وهما زوجان أمريكيان، يقيمان في موريتانيا منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولهما نشاط واسع في عدة مناطق من البلاد.

-         تيم: وهو أمريكي الجنسية كذلك، ويتخفى في موريتانيا تحت اسم آخر هو "يحي"، ويملك وكالة سياحية تقع قبالة ثانوية تفرغ زينة.

-         بريس: وينشط في عدة دول في غرب إفريقيا، وهو في موريتانيا هذه الأيام، وتربطه علاقات وطيدة بالأمريكي اكريستوف ليغيت الذي قتل في مقاطعة لكصر في شهر يونيو 2009 على يد مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة.

-         دفيد: وهو أمريكي الجنسية، ويوجد في موريتانيا هذه الأيام، وكان لديه عيادة لأمراض الأعصاب في منطقة كارفور مدريد، ويعمل معه فيما طبيب أعصاب موريتاني يسمى الحسن بارو، ويتركز نشاطه في مقاطعتي الرياض والسبخة بالعاصمة انواكشوط.

-         عالي خاندرو أورتيز: وهو أمريكي أيضا من أصل مكسيكي، وتعود له ملكية مطعم "فيستا" الموجود قبالة مصحة ابن سينا.

 

وصل خاندرو إلى موريتانيا بداية التسعينات، وأنشأ شركة للإيراد والتصدير بالشركة مع سيد، كما اتخذها وسيلة للتغطية على أنشطته التنصيرية.

-         مجموعة "دولوس" وهي منظمة تركز نشاطها في الضفة الموريتانية، وأنشأها ابتداء المبشر الأمريكي جوزيف كامنغ، وعمل معه فيها عدة أشخاص غربيين وموريتانيين.

ويجيد الأمريكيون الذي يعلمون فيها البورلارية واللجهات المحلية في منطقة الضفة ذات الحضور الزنجي المعتبر.

 

وتنشط في مدن روصو، وبوكي، وكيهيدي، وسيلبابي.

 

وشكلت منظمة "دولوس" القيادة المركزية لمعظم الأعمال التبشيرية في موريتانيا وتنتهج أسلوب الفصل الكلي بين أقسام "الدعوة" داخل مختلف شرائح الموريتانيين.

 

موريتانيون في مؤتمرات التنصير

 

 "الرعاة" أو القادة الميدانيون للعمل التبشيري في موريتانيا كانوا وراء ابتعاث العديد من معاونيهم وأتباعهم للمشاركة في مؤتمرات دولية سنوية لعدم العمل التنصيري في إفريقيا والبلدان الإسلامية.

 

ومن بين المؤتمرات التي يشارك فيها الموريتانيون:

1-   مؤتمر مالطا: وينعقد سنويا في الفترة ما بين 23 إلى 2 يناير كل عام، ويحضره البابوات ومن دونهم في الدرجة، وتمثل موريتانيا فيه بستة أشخاص يراعى التمثيل العرقي في البلاد، حيث يتشكل وفدها من ثلاثة بيظان وثلاثة زنوج.

 

وخلال المؤتمر المنعقد نهاية 2013 وبداية 2014 التقى الوفد الموريتاني بالإسرائيلي ألبرت يعقوب، وتباحثا حول طريقة تعزيز التعاون بينهما، كما وعدهم ألبرت بزيارة موريتانيا.

 

وقد حضر ألبرت لهذا المؤتمر للاطلاع على طبيعة العمل في غرب إفريقيا، رغم أنه عمليا يعتبر منسقا في منظمة أخرى هي المسؤولة عن تنظيم مؤتمر تركيا السنوي.

 

وتشرف منظمة تسمى "ناب NAP" على هذا المؤتمر الدولي السنوي، ويخصص عادة لتلقي التقارير عن عمل الكنائس، كما يدرس طرق استجلاب التمويلات، وآليات المساعدة في تعزيز العمل.

2-   مؤتمر تركيا: وتشرف عليه المنظمة التي يعمل فيها الإسرائيلي ألبرت، وهي منظمة "أوانا AWANA" وينطلق في 25 فبراير من كل عام.

وتمثل فيه موريتانيا بثلاثة أعضاء، اثنين من البيظان، وواحد من الزنوج.

 

3-   مؤتمر دبي: وينعقد في شهر أغسطس من كل عام، ولا يسمح لأي مسيحي بحضوره لأكثر من مرة واحدة، ويمنع من حضره من المشاركة فيه مرة أخرى.

 

كنائس وطقوس خاصة

 

ورغم انتشار وتزايد أعداد الكنائس التابعة للمجموعات التبشيرية الناشطة في موريتانية فإن "الرعاة" أو القادة الميدانيين دأبوا على اختيار أماكن خاصة لتأدية طقوسهم، إضافة للأماكن المحددة لذلك في أكثر من مكان في العاصمة.

 

وتؤكد المعطيات التي حصلت عليها "الأخبار إنفو" أن القادة الميدانيين أعادوا إحياء الكنائس التي اختفت إبان غيابهم بعد مقتل الأمريكي لغييت، كما أحيوا العلاقات مع أشخاص كانت تربطهم بهم علاقات قبل 2009.

 

ودفعهم تزايد المنضوين في جمعياتهم إلى إنشاء كنائس خلوية جديدة في مقاطعات انواكشوط.

 

وتتخذ الكنائس الخلوية طريقة سهلة ومرنة للممارسة الطقوس، وتنحو بها نحو التصرف العادي تنجبا لأي لفت للانتباه، وقد زاد هؤلاء من حيطتهم بعد مقتل الأمريكي اكريستوف ليغيت، والذي كان من أنشطهم من خلال منظمته "نور".

 

إستراتيجية جديدة

 

وتشير معطيات أمنية حصلت عليها "الأخبار إنفو" إلى تخوف الأجهزة الأمنية الموريتانية من اعتماد الكنائس الخلوية في البلاد – بالتنسيق مبشرين إسرائيليين لأساليب تؤدي في النهاية إلى نشوب فتنة عرقية في البلاد، واستخدام أتباعهم لإشعالها، وإيجاد شرخ ديني داخل الشعب الموريتاني للدخول منه.

 

وتؤكد الجهات الأمنية أن العديد من هذه المنظمات تركز عملها في المناطق الأكثر فقرا، وتستغل فاقة السكان وحاجتهم للتأثير عليهم، إضافة لاستخدامها لشتى الوسائل من أجل الوصول إلى أهدافها.

 

وتتهم الأجهزة الأمنية بعض هذه المنظمات بربط صلات مباشرة مع جهات سياسية وحقوقية في البلاد، ويتحدثون عن عمليات تنسيق وصلت مراحل متقدمة في بعض الأحيان، مشيرين إلى أن بعض اللقاءات لحساسيتها تتم خارج البلاد، سواء السنغال المجاورة أو في إحدى البلدان الأخرى.